خطاب عميد المعهد التقني

كلمة السيد العميد المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من جوار باب مدينة علم رسول الله (ص), الإمام علي (ع), ومن مدينة القباب الذهبية والمساجد المقدسة، من النجف الأشرف التي منحت ولازالت تمنح العالم ضياء علماءها، ومن نسيم ضفاف الفرات العريق امتد شعاع فكر معهدنا المعهد التقني لأكثر من أربعة عقود مضت.

ها أنا ذا أمامكم بكل فخر وامتنان أنحني لهذه المؤسسة العظيمة ولهذه الجامعة الرصينة وأمام أعضاء هيئة التدريس المحترمين في المعهد التقني النجف الذي شكلوا نسيج فريد من نوعه منسوج بخيوط التقنيات الطبية والهندسية والتطبيقات الفنية والإدارية حيث يمثل كل موضوع، وكل قسم، ركيزة حيوية للتقدم الإنساني ويلبي حاجة فعلية في المجتمع.

أعضاء هيئة التدريس المحترمون، أنتم مهندسو المعرفة، ونحاتو العقول الشابة. داخل الفصول الدراسية وورش العمل الخاصة بكم، فإنكم تشعلون شرارة الفضول، وتغذون نيران الإمكانات، وتوجهون طلبتنا نحو التميز. ورغم كل التحديات، ولحظات الإحباط تذكروا أنكم لستم وحدكم في هذا المسعى. فنحن فريق واحد، وقوة موحدة مكرسة لتمكين الأجيال القادمة. فالشكر الجزيل لجهودكم الأكاديمية والاجتماعية المبذولة في سبيل خدمة الطلبة والوطن الحبيب العراق.

لنشجع طلبتنا على التفكر والتفكير خارج الصندوق وتحدي الوضع الراهن. دعونا نعزز بيئة تعليمية شاملة وداعمة تحتفل بالتنوع الفكري والثقافي والمهني. ومن خلال العمل معًا، ومن خلال تبني هذه القيم الأساسية، يمكننا ضمان أن يظل المعهد التقني النجف منارة للتميز الأكاديمي. فنمكن طلبتنا ليس فقط من أن يصبحوا تقنين محترفين، بل أيضًا مبتكرين وقادة ومهندسين لمستقبل أكثر إشراقًا.

وضمن مفهوم الجامعة المنتجة فإن أقسام المعهد التقني تعمل على تقديم الاستشارات والخدمات والخبرات العلمية والتقنية والتدريبية إلى الدوائر الرسمية والقطاع الخاص وشرائح المجتمع المختلفة. ففي مجال البرامج التدريبية يتولى مركز التعليم المستمر وبالتعاون مع الجامعة الأم بمتابعة وتنظيم هذه البرامج بهدف تجديد المعارف وإكساب الخبرات والمهارات لمنتسبي الجامعة فضلاً عن فتح نوافذ خارجية مع مؤسسات وشرائح المجتمع.

نحن نحث على براءات الاختراع والمشاريع المتميزة والبحوث الرصينة وذلك واضح من خلال المهرجان الخامس لمناقشة البحوث والذكرى الـ45 لتأسيس هذا الصرح العلمي الرصين. ولقد حظي المعهد التقني النجف بمكانة عالية بين تشكيلات جامعة الفرات الأوسط التقنية والمعاهد العراقية كافة منذ تأسيسه عام 1978 تلبيةً لحاجة سوق العمل والجودة الأكاديمية في وطننا الحبيب، وقد أبدى المعهد التقني خلال قرابة العقود الخمسة التزامًا بالعمل المخلص لخدمة أبنائنا الطلبة.

إنني ومنذ اليوم الأول في تسنم عمادة المعهد، صببت جل اهتمامي على صقل توجه المعهد التقني الاستراتيجي واستحداث أقسام جديدة وواعدة بالدراستين الصباحية والمسائية لإتاحة فرص جديدة يكمن خلفها السبيل إلى تطويرها واستثمار طاقاتها. حيث أننا دائبون على إيجاد مواطن قوتنا وبناء طرق جديدة على أساسٍ متين ومن خلال المزج بين الطاقات الشبابية المميزة والخبرات الكبيرة لتحديد خطط مستحدثة ومتطورة من شأنها مجاراة متطلبات التعليم العالي وتحدياته. فقد عبرت العديد من الهيئات الوطنية والدولية عن تقديرها لتوجهات المعهد التقني وتنظيمه وإدارته الفعالة مؤخرًا في إحدى البيانات حيث استمر المعهد في تطبيق مشروعه المختص بتشييد المباني الجديدة والمراكز واستحداث أقسام عديدة وتقديمه للدراسات.

تصب كل هذه الإنجازات، وما نطمح إليه مستقبليًا في وعاء الهدف الرئيسي، وهو تأهيل الطلبة المتخرجين بما يمكنهم من أداء وظائف مرضية وبقدرات تمكنهم من ترك أثر إيجابي في المجتمع العراقي والعالم بشكل عام. كما وأننا نصب اهتمامنا على تحقيق مهمتنا في المستقبل بتوعية المواطنين والمتخصصين كي يرتقي المجتمع إلى أعلى المراتب؛ بتطوير العلم ونشره، وبالتواصل مع أفراد المجتمع.

ويشرفني كذلك أن أعبر عن اعتزازي وافتخاري بالدور المركزي الذي يقوم به المعهد التقني النجف من أجل تحقيق رسالة جامعة الفرات الأوسط التقنية ودعم جهودها، في إطار سعي الجامعة للرفع من مستوى وجودة برامج الدبلوم والبكالوريوس والدراسات العليا، التي تعدُّ خريجين ذوي كفاءات عالية.

توفيرًا لبيئة تعليمية ملائمة ومساعدة مصممة لتمكين الطلبة من تحقيق أهدافهم وبلوغ طموحاتهم المهنية، من خلال توفير الأجهزة المختبرية الحديثة والتي عملنا من خلالها على تطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل للخريجين. وعلى نفس القدر من الأهمية، قمنا بتقديم أنشطة اجتماعية قيمة ومتنوعة، تتيح للطلبة فرصة تنمية قدراتهم ومهاراتهم المهنية والاجتماعية.

ولقد أنتج المعهد التقني بحوثًا ومشاريع علمية متميزة منشورة في مجلات عالمية ومشاريع لاقت براءات اختراع عديدة وقابلة للتطبيق من أجل تقديم الحلول الناجعة للمشاكل الواردة في التطبيق لهذه البحوث ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي وضعتها الأمم المتحدة.

أخيرًا وليس آخرًا نتمنى لطلبتنا الأعزاء دوام التوفيق والنجاح والتميز والتعاون مع أساتذتهم لأجل تطوير قابلياتهم العلمية ومهاراتهم والاستفادة من خبراتهم والحصول على المعلومة المفيدة والخبرة العملية لما فيه فائدتهم بعد التخرج ودخولهم معترك الحياة العملية.